Oct 6, 2011

شهادة


اليوم بعد ان اوصلت من اوصلهم الى مدارسهم وذلك فقط حتى لايقال عني انى (عطالى بطالى) وانا فعلا كذلك (يقال دائما), اتجهت ناحية المستشفى فموعدي هو اليوم , يقول الدكتور الذي يشبة الثلاجة في برودة ولا احساسة ...

شوف عبدالرحمن عينك اليمين نسبة الشوف فيها بعد العملية صارت 30 بالمية يعني زين بعد ماكانت 20 بالمية (امنت بالله) ....
من عشرين لثلاثين , نعمة نعمة ....
اما عينك الشمال تقدر تشوف فيها بنسبة 50 بالمية بس احتمال اذا زرعت عدسة فيها نفس عينك (سعر العدسة 180 دينار) اليمين ممكن تزيد النسبة وتوصل لستين بالمية (امنت بالله) .....
زين دكتور لاتواخذني بس عيني اليمين وراحت خلاص, اخاف اسوي لليسار وساعتها انعمي مولية ولاني من عيوني ولاني من صحي ....
الله يعينك . شبتسوي بعد (تطمينات من قبلة وان العملية احتمال تنجح :::اكتشفت بعدها مباشرة انهم احظروا جهازا جديدا ويريدون جعلى فأر تجارب لهم) لازم تسويها ولا نظرك راح يخف مع الوقت ....
ماراح اكمل شصار .

المهم تذكرت مباشرة كتاب النصاب البليغ عائض القرني لاتحزن وكم الاحاديث والاقوال التى تضمنتة والتى ما إن تقراها ذبابة حتى تحس بانها تحولت لنسر كاسر او لتنين مجنح .... على كل حال سامح الله ابي وامي فهما من جلبا لى ذلك المرض الوراثي و كأن الشي الوحيد الذي كان ينقصني هو ذلك العمى ...
لا اعترض فالحمدلله دائما وابدا .. مازلت احتفظ ببعض البصر ومازلت اسير على قدمي ومازلت ادخل الحمام دون مساعدة من احد .. وانا احسن من غيري بمراحل, هكذا كنت اقول لنفسي بعد ان كفكفت الدمعتين اللتين نزلتا في مواقف سيارات المستشفى .....


تحركت بعد ذلك الى احدى الشركات كي ارمي سيرتي الذاتية عليهم خصوصا انني اصبحت الان مهندسا حقيقيا والدليل الشهادة الزرقاء التى استلمتها من الجامعه امس والتى لا اعلم بل اعلم اعلم بأنها تمثل حرقة و هم و غم و نكبة حقيقية تجعلني ادعو على نفسي قبل ان ادعو عليهم ..... وياليت ربي يستجيب لإحدى الدعوتين , اضافة لشهادتين اخروين من مايكروسوفت تثبت بأنني فعلا مهندس متميز وخوش ولد ,,,,,,,,, لكن حدث ماكنت اتوقعه تماما :
( لا استاز مابنئبل هله في عننا اكتفاء) ...
اى وشو علييييه ولايهمييك ... شكرا

لايهم حتى ان لم اجد الوظيفة عندهم ... المهم اننى اسعي فأنت تقول اسعى يا عبدي وانا اسعى معك ... ودوري قد اديتة خصوصا اننى بعثت سيرتي الذاتية الى اكثر من 45 شركة ومؤسسة حتى الان .. يبقى دورك , ربما كنت اناجي ربي هكذا , لم اكن اشعر بصراحة... صحيح ان اللا احد عبرني (تماما كما لم اعبر في حياتي قط اى نعال قديم مقطوع سيرة ... لا والله احيانا اعبرة و اقلب النعال ان كان اتجاه قاعدتة للسماء) لايهم فمن خلقني لايعجز ان يرزقني ...لايهم ... كررت ذلك مرات وصعدت للسيارة محملا بنكسة صباحية اخرى ...........



عند الظهيرة وفي اثناء عودتي للمنزل بعد ان اخذت العصفور من مدرستة , استوقفني ضابط (بو نجمتين) .. للاسف لم اكن قد لاحظت دوريتة التى كان يخبئها بين العمارتين , من بين جميع السيارات التي كانت تمشي في الشارع اوقفني انا !! .....
لا اخفيكم سرا اننى خفت في البداية فقط , وذلك طبيعي كوني بدون فالبدون اصبح يخاف حتى من ظلة رغم ان البدون صمد ابان فترة الغزو الصدامي وحمل روحة على كفة ولم يهرب مثل كثير منهم .... لكني تداركت الخوف وقلت في نفسي : ربما كان معجبا بالنظارة التى البسها .. او ربما يريد ان يستوقفني ليسألني (عند اى حلاق محلق)خصوصا انها المرة الاولى التى (اطول فيها زلفي) .. او ربما كان يريد ان يسألنى (وين مفصل دشداشتك عند اى خياط).. ممكن جدا كان يريد ان يوقفني لانة راني شخصا انيقا و (ذربا) كيف لا وانا (متزقرت وكاشخ من صباح الله) فقرر مصاحبتي لأنة وحيد ومنبوذ ولاصداقات عندة او (ربع)هكذا استنتجت للحظة ... ربما كان يريد ان يسألني عن مكان ما .... ربما كان قد سمعني وانا اعطس فأراد ان يقول لى (يرحمك الله) ... لا لا ربما ربما كان طيبا للغاية الى الدرجة التى يوقف فيها السيارات ويذهب الى (دبة سيارتة) ويخرج منها وردة او دبدوب صغير يقدمها هدية لهذا السائق او ذاك ....
المهم هو (بو نجمتين) رمى نفسة امام سيارتي بسذاجة و اخذ يؤشر لى بيدية كي اتوقف وفعلا توقفت (في وسط الشارع ) ونزلت ثم صاح بي ... وين موقف بوسط الشارع تقدم تقدم ...
اتقدم مو انت اللى واقفلى بوسط الشارع وقف ماوقف (وكأنني اكلم احد اصدقائي ) ...
الاجازة والدفتر ....
افاا ليش ؟
استدارة غلط ....
اى السيارات كلها قاعد تلف من هاللفة جدامك , ماشفتك وقفت احد منهم ..
الاجازة والدفتر ...
اتفضل , ماشالله اول مرة توقفون هني الظاهر تبي تخلصون الدفتر اليوم (اقولها بنية طيبة والله (متغشمرا معه))
اهاااااااااااا و بدون بعد , انت بدون ها (بسخرية)؟
اى اللى مكتوب عندك ....
بدون وقاعد تحجي بعد ....
بدون وقاعد اتحجي , ليش انت عندك معلومة ان البدون حلجة مخيــط ...
تدري ان دفترك منتهي ....
لا صج اى والله منتهى (انا ادري انة منتهي صراحة , شوفوا الحظ صارلة منتهي يومين بالضبط وطول السنة اللى طافت ماعمره وقفتني دورية , وكنت ناوي اجددة بالـ 15 دينار اللى عندي لكن , تفاجات بسالم (اللى حتى لو سوى غترتة جريمبة هم يبين انة مصري مو كويتي) يقولى لازم تدفع رسوم وثائق التخرج .. فدفعتهم له وفلست من تجديد الدفتر) .......... مادي والله انة منتهى (المهم اننى لم اخطا واترجاه كما اهنت نفسي مرة من المرات) ....
خلاني ادردم (ادردم كلمة لم يكتشف لها تفسير في اى من كلمات اللغة العربية او الصينية) وراح وقفلة مقرود ثاني .... ( بعد ربع ساعه) ..........
ياخي خلصني تبي تخالف خالف , ماصارت منقعني هني (هم بنية طيبة والله ومااقصد الاهانة لكن تاخرت على الولد وتوصيلة لبيتة) ..........
وترادد بعد , تبي اكتب فيك تقرير , انا غلطان انى تناقشت وياك ... (وحجي ثاني اخاف اقولة وافقد معاه شوية الاحترام اللى عندكم لى , هذا اذا كانت موجودة هاللشوية .. وبعدين صج اهو ماناقشني ولاشي اخذ دفتري وراح يوقف مقاريد غيري)
وتقرير ليش , بايق انا , قلنالك مستعجل وراي مدارس , تبي تخالف خالفني وخلني امشي ولاتعطلني جذي ...
روووح رووح والله ماتاخذهم روح استلمهم من المخفر ...

لا ابالغ هنا احسست انني مسكين فعلا , وبان الدنيا غير عادلة , بل ووصلت لمرحلة كفرت بها بالقسمة والنصيب وبالقدر نفسة و المقادير التى خلقت قبل ان نخلق نحن ... كيف لهذا الكون ان تنقلب معطياتة هكذا .. افااا ياديرتي .... انا ارووح ارووح ومن منو من واحد طولة يادوب وصل 150 سم ووزنة 30 كيلو , مو ناقصة الا يصبغونة بصبغ ازرق و يلبسونة (كبوس) ويصير سنفور ... احسست بهذة اللحظة ان الدنيا قد اظلمت بوجهي رغم انها الثانية ظهرا تماما كما هي اللحظة التى تكون فيها في بيت الراحة (مو الحمام اجلكم الله) ليلا وفجاة يحترق (الليت) , هنا تركت له الدفتر والاجازة وعدت مقبوضا الى سيارتي بعد ان تحسبت الله لا اعلم كم مرة بلا شعور , وربعد ان تحولت المناجاه لشي اشبة بالكفر (استغفراله واتوب اليه) , اوكي خذهم يبة مابيهم ..........
ركبت السيارة لكن الضابط لم يعجبة هذا الموقف وكيف لى ان (اراددة) وا قلل من بريستيج النجمتين امام زميلة و بقية المقاريد الواقفين في الطابور , فقرر ان يفرد عضلاتة ويوصل نجمتية المعلقتان على كتفة الى اخر دور من العمارة التى نقف تحتها ....
شوووووف انتو البدون كلكم جذي ماينفع معاكم الكلام , انا بعطيك الدفتر والاجازة بس بخالفك عشانك داش عكس السير ....
البدون مالهم شغل لو سمحت و رجاءا لاتزيد حجي , انا قايلك تبي تخالف حط المخالفات اللى تعجبك واذا تبي تاخذهم خذهم عليك بالعافية بس لاتعطلني وراي شغل ....

قهرتة و قهرني اكثر ثم ذهبت محملا بمخالفة اجماليها بعد ان قدرتة لايقل عن 60دينار نظير مخالفات متنوعه سجلها بحقي ..... سجلة الله في عداد ضحايا طائرة ستسقط في البحر او عمارة ستهد على رؤس اهلها او زلزال سيشفط الماشيين على الارض او (طابوقة) تنزل من السماء على الراس فتهشمة او كسر حوض و صدر و يدين و خمسة اصابع نتيجة سقوط في بالوعه

..........

المهم هو اننى وصلت البيت في حالة يرثى لها , محاولا ان اتذكر اخر مرة فرحت بها لنفسي .... بصراحة وليشهد الله لى على ذلك لم افرح منذ سنين . اقسم انى لا ابالغ ...و لا اعلم (معقولة اكون غلطان و العنوان يكون صحيح او العنوان صالح احيانا وغير صالح في الاحيان الاخرى)
ابحث الان عن (شاش) بدل فانيلتى التى ربطت راسي المجروح بها (نطحت الطوفة قبل شوي وطش الدم جنة نافورة) و كلونيا .... هما موجودان بالغرفة الاخرى لكن يبدو ان الجرح قد (لم) خلال تلك الدقائق التى كتبت بها ماكتبت .


يقول عريان السيد خلف :
يقلي افرح ..
وتقلى افرح ...
تصيح الناس كلها افرح
وادور ..
مالقيت الفرح حتى افرح ..
يمتخطي على موت الكيف مابالموت موت اروح ...
بديك اجرح جروحك لو ردت تجرح ..
بديك .. ولابدين الغير جرح الغير ماينصح ...



اقول :
الفرح منقلبي هاجر ومارد
وهمي نحل بجسمي ومارد
اتمنى القي فانوس ومارد (مارد علاء الدين الازرق تحديدا)
اقلة بساع اعدلى حالتى الردية




اكرة الشرطة

No comments:

Post a Comment